توعدت اسرائيل مجددا بالمضي قدما في عدوانها الوحشي علي قطاع غزة وعدم الخضوع لأية ضغوط حتي تحقق اهدافا حددتها واعترفت في الوقت نفسه بعدم نجاحها في اعتقال عدد كبير من نشطاء حركة حماس.. في الوقت الذي واصلت فيه القوات البرية الاسرائيلية تقدمها صوب وسط مدينة غزة حيث تدور معارك مع المقاومين واستمر الطيران الحربي في قصف قطاع غزة.. ووصلت حصيلة الضحايا الي 1010 شهيدا و4700 مصابا.
وأفاد شهود عيان ان الطيران الحربي الاسرائيلي شن صباح أمس غارات علي عدة اهداف في وسط مدينة غزة بينها مكتبة عامة والحديقة التي تحيط بها.
وشوهدت اعمدة الدخان تتصاعد من موقع الغارة وقصف الطيران الاسرائيلي فجرا مباني محكمة وشرطة البلدية في وسط غزة.
واستهدفت غارات اسرائيلية عددا من المنازل في شمال غزة.
وتقدمت الدبابات والمدرعات والجرافات العسكرية باتجاه شارع صلاح الدين الرئيسي الذي يشق قطاع غزة من اقصي شماله الي اقصي جنوبه.
وفي جنوب القطاع، افاد شهود عيان بأن الطيران الحربي شن عددا من الغارات علي الشريط الحدودي في رفح وخان يونس.
وأوضح شهود العيان ان مناطق شرق الزيتون وشرق جباليا وغرب مدينة غزة تعرضت لقصف مدفعي حيث لاتزال الدبابات الاسرائيلية تتواجد في المنطقة.
لكن في اليوم التاسع عشر من العدوان الاسرائيلي تحدث شهود عيان عن تراجع كثافة الضربات الجوية في مدينة غزة وشمال القطاع بالمقارنة بالليالي السابقة.
وقد استشهد فلسطيني واصيب حوالي ٠٢ آخرين في غارة دمرت منزلا في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة الليلة السابقة.
وقال مراسل وكالة الانباء الفرنسية ان دبابات اسرائيلية اطلقت ليلا النار علي المقاتلين الفلسطينيين الذين ردوا بقاذفات صواريخ كانوا يحملوها مشيرا الي ان اطلاق نار كثيف بين الجانبين.
وقال شهود ان القوات الخاصة الاسرائيلية تقدمت مئات الامتار بعد معارك مكثفة داخل بعض احياء مدينة غزة من بينها حي الزيتون.
وذكرت منظمة »كير« غير الحكومية ان القصف الجوي العنيف لمدينة رفح علي الحدود مع مصر دفع مئات السكان الي الشوارع بحثا عن ملاجيء.
وزعم الجيش الاسرائيلي ان الضربات الجوية استهدفت حوالي مائة موقع امس الاول بينها ٥٥ نفقا تستخدم لتهريب الاسلحة من مصر الي قطاع غزة.
واعلن مدير عام الطواريء والاسعاف في وزارة الصحة الفلسطينية ان حصيلة الضحايا ارتفعت الي ٥٨٩ شهيدا منذ بدء الهجوم علي غزة بينما وصل عدد الجرحي الي ٠٠٥٤ مصاب.
وقال ان عشرة فلسطينيين قتلوا في القصف الاسرائيلي علي مخيمي جباليا والشاطيء أمس.
في الوقت نفسه اجري وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك محادثات هاتفية مع نظيره الامريكي روبرت جيتس حول الوضع في غزة بحسب ما جاء في بيان لمكتبه.
وأوضح البيان ان باراك اطلع جيتس علي آخر التطورات المتعلقة بالعملية الاسرائيلية.
وصرح مسئول اسرائيلي كبير لموقع صحيفة "»يديعوت احرونوت« علي الانترنت بأن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت حدد هدفين للعمليات هما وقف اطلاق صواريخ من جانب حماس ومنع اعادة تسليح المنظمة.
واضاف ان اسرائيل لن تخضع لأي ضغط طالما لم يتحقق هذان الهدفان.
واكد ان اسرائيل »لا تبحث عن مخرج للازمة بل عن نجاح«.
وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية ان الجيش لم ينجح حتي الآن في اعتقال عدد كبير من نشطاء حماس.
وكشفت وسائل اعلام اسرائيلية عن ان مسئولين في جهاز الامن اعربوا عن خيبة املهم ازاء العدد القليل من نشطاء الفصائل الفلسطينية الذين تم اعتقالهم خلال العملية العسكرية البرية في قطاع غزة.
واشارت الي انه تبين لمحققي جهاز الامن العام الاسرائيلي »شاباك« انه من بين ٠٠٢ فلسطيني اعتقلتهم القوات الاسرائيلية في غزة هناك ٠٣ وصفهم »شاباك« بانهم ينتمون لحركات سياسية فلسطينية في غزة وبخاصة لحركة حماس.
واضافت ان جهاز الامن الاسرائيلي قرر بناء علي ذلك عدم فتح منشأة اعتقال خاصة لمحاكمة هؤلاء النشطاء بعد ان كان قد قرر انشاء محكمة عسكرية لاجراء محاكمات سريعة.
ونقل موقع صحيفة »يديعوت احرونوت« الالكتروني عن قائد سرية تابعة لكتيبة في سلاح المدرعات الاسرائيلي تشارك في العملية البرية في القطاع قوله: ان القتال يتسم بانك تكاد لا تري »العدو« بالعين.. كل شيء يجري تحت الارض.. ويقفز »المخربون« من باطن الارض.. وكأن هناك مدينة سفلي.
وقال قائد السرية ميكي شارفيت انه في كل مرة يستولي الجيش علي بيت تقوم قوة من الدبابات والجرافات بالتحرك في المقدمة للتأكد من انه ليس ملغوما.. واشار الي ان القوات اكتشفت ٠٤ عبوة غاز في احد المباني واكتشفت نفقا تحت منزل آخر بهدف اختطاف جنود.
واضاف ان الخوف من المواجهة الاولي والتحرك بحذر بين كمائن حماس وانقاذ الجرحي تحت اطلاق النار هو جزء مما يمر به الجنود الذين يشاركون لاول مرة في قتال حقيقي.
وذكرت القناة الثانية للتليفزيون الاسرائيلي ان اعدادا كبيرة من الجنود الاسرائيليين الذين يشاركون في العملية العسكرية البرية في قطاع غزة اصيبوا بحالات هلع وتم نقلهم الي المستشفي.
واوضحت القناة ان سيلا لا يتوقف من الجنود يصلون الي مستشفي سوروكا »في بئر سبع« وان القسم القليل من هؤلاء مصاب بجروح طفيفة بينما القسم الاكبر مصاب بحالات هلع.
الخميس يناير 15, 2009 11:48 am