23.06.2009
خطاب الرئيس الروسي دميتري مدفيديف في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة بتاريخ 23 يونيو/حزيران عام 2009 السيد الامين العام المحترم
السادة السفراء
سيداتي وسادتي
يشرفني
ان اتحدث من منبر جامعة الدول العربية – انها اول مرة احضر فيها في هذه
المنظمة الدولية ذات المكانة التي تضم دول الشرق الاوسط وشمال
افريقيا وتجمع ما بينها عرى التاريخ المشترك. ان منظمتكم تعتبر اليوم
عاملا هاما في السياسة والاقتصاد والماليات على الصعيدين العالمي
والاقليمي. وبدون مراعاة وجهات نظرها ومواقف البلدان الاعضاء فيها لا
يمكن ضمان معالجة الكثير من القضايا الدولية الحيوية للعالم المعاصر-
وطبعا لا يمكن بدون هذا تجاوز الازمة المالية والاقتصادية العالمية
والتطور بثبات والمضي قدما في الحوار بين الحضارات او تسوية النزاعات
الاقليمية.
واشير
الى انه في ظروف اختلال توازن الآليات العالمية العامة لادارة الكون يزداد
كثيرا دور المؤسسات الاقليمية وشبه الاقليمية. والآن تجري بصورة عاصفة في
كثير من مناطق العالم ، ومنها هنا في الشرق الاوسط ، عمليات التمركز
الاقليمي التي تأخذ الدول فيها المسئولية ليس فقط عن معالجة مشاكلها ، بل
والبحث عن اجوبة اقليمية لتحديات الازمة المالية والاقتصادية العالمية في
عصرنا الراهن. لقد اظهرت ذلك ،ضمنا ، القمتان اللتان عقدتا في يكاترينبورغ
على تخوم اوروبا وآسيا لمنظمتين فتيتين هما منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة
"بريك" الاقتصادية.
العلاقات العربية - الروسية عميقة الجذور ترتبط روسيا
والعالم العربي بعلاقات الصداقة التقليدية والاحترام المتبادل . وخلال
زيارتي الحالية ادركت مرة اخرى مدى عمق جذور الذاكرة التاريخية لدى
اصدقائنا في الشرق الاوسط. انهم هناك لا ينسون تلك الازمان حين كانت
بلادنا تقدم المساعدات الشاملة الى الدول التي وقفت على اقدامها لتوه في
المنطقة. وأيامذاك اي في فترة تصفية الاستعمار ارسي الاساس لبناء نظام
عالمي اكثر عدالة وعصرنة.
ونحن
بدورنا في روسيا الاتحادية نذكر كيف هب العالم العربي في اعوام التسعينيات
العصيبة بالنسبة لنا لدعم وحدة اراضي بلادنا. ونحن نصبو الى مواصلة تقاليد
التعاون وتطوير الاتصالات مع البلدان الاعضاء في جامعتكم . ان العلاقات
بيننا ذات قاعدة متينة . لقد بلغ الحجم الاجمالي للتبادل السلعي بين روسيا
وبلدان جامعة الدول العربية 10 مليارات دولار سنويا ، وهذا رقم لا بأس به
ولو ان القدرات الكامنة للتعاون اعلى من هذا بكثير .ومن المهم للغاية
توسيع التعاون في مجالي الاستثمار والطاقة ومضاعفة عدد المشاريع
المشتركة. ونحن نأمل في ان يعطي اعلان النوايا حول تأسيس منتدى التعاون
الروسي – العربي نبضة جادة الى هذه العمليات .
والاتجاه
الهام الآخر الذي يتسم بأهمية اولية لحد كبير في بذل الجهود هو الاتصالات
الانسانية التي اغتنى تأريخها مع تطور العلاقات بين الدول. وفي حينه
تلقى عدد كبير من جيل الشباب في بلدان الشرق الاوسط تعليمهم في المعاهد
التعليمية السوفيتية وكونوا عشرات الآف العوائل المختلطة ، كما أسهم أبناء
بلادنا برصيدهم في قيام وتطور كثير من دول المنطقة وتنمية الصناعات
والزراعة والقوات المسلحة فيها. ان هذا كله شكل بالاضافة الى تسارع وتائر
التبادل السياحي وفعالية المنظمات غير الحكومية قنوات غير رسمية للتعامل..
شعبية ان جاز القول.